وقوله تعالى :﴿ والبغي ﴾ أي وحرم البغي ﴿ بغير الحق ﴾ والبغي هو الظلم والكبر والاستطالة على الناس ومجاوزة الحد في ذلك كله ومعنى البغي بغير الحق هو أن يطلب ما ليس له بحق فإذا طلب ما له بحق خرج من أن يكون بغياً ﴿ وأن تشركوا ﴾ أي وحرم أن تشركوا ﴿ بالله ما لم ينزل به سلطاناً ﴾ هذا فيه تهكم بالمشركين والكفار لأنه لا يجوز أن ينزل حجة وبرهاناً بأن يشرك به غيره لأن الإقرار بشيء ليس على ثبوته حجة ولا برهاناً ممتنع فلما امتنع حصول الحجة والبينة على صحة القول بالشرك وجب أن يكون باطلاً على الإطلاق فإن قلت البغي والإشراك داخلان تحت الفاحشة والإثم لأن الشرك من أعظم الفواحش وأعظم الإثم وكذا البغي أيضاً من الفواحش والإثم.
قلت : إنما أفردهما بالذكر للتنبيه على عظم قبحهما أنه قال من الفواحش المحرمة البغي والشرك فكأنه بين جملته ثم تفصيله وقوله ﴿ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ﴾ تقدم تفسيره. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾