وقال أبو السعود :
﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ الفواحش ﴾
أي ما تفاحش قبحُه من الذنوب، وقيل : ما يتعلق منها بالفروج ﴿ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ بدلٌ من الفواحش أي جهرَها وسرَّها ﴿ والإثم ﴾ أي ما يوجب الإثمَ وهو تعميمٌ بعد تخصيص، وقيل : هو شربُ الخمر ﴿ والبغى ﴾ أي الظلم أو الكِبْر أُفرد بالذكر للمبالغة في الزجر عنه ﴿ بِغَيْرِ الحق ﴾ متعلق بالبغي مؤكدٌ له معنى ﴿ وَأَن تُشْرِكُواْ بالله مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سلطانا ﴾ تهكّمٌ بالمشركين وتنبيهٌ على تحريم اتباعِ ما لا يدل عليه برهان ﴿ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ بالإلحاد في صفاته والافتراء عليه كقولهم :﴿ والله أَمَرَنَا بِهَا ﴾ وتوجيهُ التحريم إلى قولهم عليه تعالى ما لا يعلمون وقوعَه لا ما يعلمون عدمَ وقوعِه قد مر سرُّه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾