وعن الكسائي أن الذي روى ﴿ الجمل ﴾ عن ابن عباس كان أعجمياً فشدّد الجيم لعجمته، قال ابن عطية : وهذا ضعيف لكثرة أصحاب ابن عباس على القراءة المذكورة انتهى، ولكثرة القرّاء بها غير ابن عباس، وقرأ ابن عباس أيضاً في رواية مجاهد وابن جبير وقتادة وسالم الأفطس بضمّ الجيم وفتح الميم مخففة، وقرأ ابن عباس في رواية عطاء والضحّاك والجحدري بضمّ الجيم والميم مخففة، وقرأ عكرمة وابن جبير في رواية بضم الجيم وسكون الميم الجمل، وقرأ المتوكِّل وأبو الجوزاء بفتح الجيم وسكون الميم ومعناه في هذه القراءات الفلس الغليظ وهو حبل السفينة وقراءة الجمهور ﴿ الجمل ﴾ بفتح الجيم والميم أوقع لأنّ سم الإبرة يضرب بها المثل في الضّيق والجمل وهو هذا الحيوان المعروف يضرب به المثل في عظم الجثة كما ذكرنا، وسئل ابن مسعود عن الحمل فقال روح الناقة وذلك منه استجهال للسائل ومنع منه أن يتكلف له معنى آخر، وقرأ عبد الله وقتادة وأبو رزين وابن مصرف وطلحة بضم سين ﴿ سم ﴾، وقرأ أبو عمران الحوفي وأبو نهيك والأصمعي عن نافع بكسر السين، وقرأ عبد الله وأبور رزين وأبو مجلز المخيط بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء، وقرأ طلحة بفتح الميم.
﴿ وكذلك نجزي المجرمين ﴾ أي مثل ذلك الجزاء ﴿ نجزي ﴾ أهل الجرائم، وقال الزمخشري ليؤذن أن الإجرام هو السبب الموصل وأن كل من أجرم عوقب ثم كرره تعالى فقال ﴿ وكذلك نجزى الظالمين ﴾ لأن كل مجرم ظالم لنفسه انتهى، وفيه دسيسة الاعتزال. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon