وقال أبو السعود :
﴿ إِنَّ الذين كَذَّبُواْ بآياتنا ﴾
مع وضوحها ﴿ واستكبروا عَنْهَا ﴾ أي عن الإيمان بها والعملِ بمقتضاها ﴿ لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أبواب السماء ﴾ أي لا تُقبل أدعيتُهم ولا أعمالُهم أو لا تعْرُج إليها أرواحُهم كما هو شأنُ أدعيةِ المؤمنين وأعمالِهم وأرواحِهم والتاء في ( تُفتّح ) لتأنيث الأبواب على أن الفعلَ للآيات، وبالياء على أنه لله تعالى ﴿ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجنة حتى يَلِجَ الجمل فِى سَمّ الخياط ﴾ أي حتى يدخُلَ ما هو مثلُه في عِظَم الجِرْم فيما هو عَلمٌ في ضيق المسلَك وهو ثُقبةُ الإبرة، وفي كون الجملِ مما ليس من شأنه الولوجُ في سمِّ الإبرة مبالغةٌ في الاستبعاد. وقرىء الجُمّل كالقمّل والجُمَل كالنُغَر والجُمل كالقُفل والجَمَل كالنصَب والجَمْل كالحبل وهي الحبلُ الغليظ من القنب وقيل : حبلُ السفينة، وسُمّ بالضم والكسر وقرىء في سَمّ المَخيط وهو الخِياط أي ما يُخاط به كالحِزام والمحزم ﴿ وكذلك ﴾ أي ومثلَ ذلك الجزاءِ الفظيع ﴿ نَجْزِى المجرمين ﴾ أي جنسَ المجرمين وهم داخلون في زُمرتهم دخولاً أولياً. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon