وكون السماء لها أبواب تفتح للأعمال الصالحة والأرواح الطيبة قد تفتحت له أبواب القبول للنصوص الواردة فيه وهو أمر ممكن أخبر به الصادق فلا حاجة إلى تأويله.
وكون السماء كروية لا تقبل الخرق والالتئام مما لا يتم له دليل عندنا.
وظاهر كلام أهل الهيئة الجديدة جواز الخرق والالتئام على الأفلاك.
وزعم بعضهم أن القول بالأبواب لا ينافي القول بامتناع الخرق والالتئام وفيه نظر كما لا يخفى.
والتاء في ﴿ تُفَتَّحُ ﴾ لتأنيث الأبواب والتشديد لكثرتها لا لكثرة الفعل لعدم مناسبة المقام.
وقرأ أبو عمرو بالتخفيف وحمزة والكسائي به وبالياء التحتية وروي ذلك عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه عن رسول الله ﷺ لأن التأنيث غير حقيقي والفعل مقدم مع وجود الفاصل.
وقرىء على البناء للفاعل ونصب الأبواب بالتاء الفوقية على أن الفعل مسند إلى الآيات مجازاً لأنها سبب لذلك.
وبالياء على أنه مسند إلى الله تعالى.
﴿ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجنة ﴾ يوم القيامة ﴿ حتى يَلِجَ ﴾ أي يدخل ﴿ الجمل ﴾ "هو البعير إذا بزل وجمعه جمال وأجمال وجمالة ويجمع الأخير على جمالات".
وعن ابن مسعود أنه سئل عن الجمل فقال : هو زوج الناقة.
وعن الحسن أنه قال : ابن الناقة الذي يقوم في المربد على أربع قوائم وفي ذلك استجهال للسائل وإشارة إلى أن طلب معنى آخر تكلف.
والعرب تضرب به المثل في عظم الخلقة فكأنه قيل : حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم ﴿ فِى سَمّ الخياط ﴾ أي ثقبة الابرة وهو مثل عندهم أيضاً في ضيق المسلك وذلك مما لا يكون فكذا ما توقف عليه بل لا تتعلق به القدرة لعدم إمكانه ما دام العظيم على عظمه والضيق على ضيقه.
وهي إنما تتعلق بالممكنات الصرفة.
والممكن الولوج بتصغير العظيم أو توسيع الضيق.