وقال القاسمى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء ﴾ أي : لا تفتح لأعمالهم، ولا لدعائهم، ولا لشيء مما يريدون به طاعة الله، أي : لا يقبل ذلك منهم لأنه ليس صالحاً ولا طيباً، وقد قال سبحانه :﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه ﴾، قال ابن عباس : أي : لا يرفع لهم منها عمل صالح، ولا دعاء. رواه جماعة عنه وقاله مجاهد وابن جبير.
أو المعنى : لا تنزل عليهم البركة والرحمة، ولا يغاثون، لأنه أجرى العادة بإنزال الرحمة من السماء، كما في قوله :﴿ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ﴾، أو المعنى : لا يؤذن لهم في صعود السماء ولا يطرق لهم إليها ليدخلوا الجنة، على ما روي أن الجنة في السماء.
أو المعنى لا تفتح لأرواحهم إذا ماتوا، أبواب السماء، كما تفتح لأرواح المؤمنين. رواه الضحاك عن ابن عباس.
ورواه ابن جرير عن البراء :< أن رسول الله ﷺ ذكر قبض روح الفاجر، وأنه يصعد بها إلى السماء، فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون فلان ! بأقبح أسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء، فيستفتحون له، فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله ﷺ :﴿ لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء ﴾ الآية >.
قال ابن كثير : هكذا رواه.
وهو قطعة من حديث طويل رواه الإمام أحمد مطولاً وأبو داود والنسائي وابن ماجة من طرق.
تنبيهات :


الصفحة التالية
Icon