والإشارة في قوله :﴿ وكذلك ﴾ إشارة إلى عدم تفتّح أبواب السّماء الذي تضمّنه قوله :﴿ لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة ﴾ أي، ومثل ذلك الانتفاء، أي الحرمان نجزي المجرمين لأنّهم بإجرامهم، الذي هو التّكذيب والإعراض، جعلوا أنفسهم غير مكترثين بوسائل الخير والنّجاة، فلم يتوخّوها ولا تطلبوها، فلذلك جزاهم الله عن استكبارهم أن أعرض عنهم، وسدّ عليهم أبواب الخيرات.
وجملة ﴿ وكذلك نجزي المجرمين ﴾ تذييل يؤذن بأنّ الإجرام هو الذي أوقعهم في ذلك الجزاء، فهم قد دخلوا في عموم المجرمين الذين يجْزون بمثل ذلك الجزاء، وهم المقصود الأوّل منهم، لأنّ عقاب المجرمين قد شُبّه بعقاب هؤلاء، فعلم أنّهم مجرمون، وأنّهم في الرّعيل الأوّل من المجرمين، حتّى شُبِّه عقاب عموم المجرمين بعقاب هؤلاء وكانوا مثَلا لذلك العموم.
والإجرام : فعل الجُرْم بضمّ الجيم وهو الذنْب، وأصل : أجرم صار ذا جُرم، كما يقال : ألْبَنَ وأتمر وأخْصَب. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٨ صـ ﴾