فالجوابُ : على مذهب الخَلِيلِ وسيبويهِ أنَّ هذا جمع، والجمع أثقل من الواحد، وهو أيضاً الجمع الأكبر الذي تتناهى الجموع إيله، فزاده ذلك ثقلاً، ثم وقعت الياء في آخره وهي ثقيلة، فلمَّا اجتمعت فيه هذه الأشياء خفَّفوه بحذف الياء، فلَّما حذفوا الياء نقص عن مثال " فوَاعل " فصار غواش بوزن جناح، فدخلهُ التَّنوين لنقصانه عن هذا المثال.
قال المفسِّرون : معنى الآية : الإخبارُ عن إحاطة النَّار بهم من كل جانب قوله :" وكذلِكَ " تقدم مثله [ الأعراف : ٤٠ ].
وقوله :" والظَّالمِيْنَ " يحتمل أن يكون من باب وقوع الظَّاهر موقع المضمر، والمراد بـ " الظَّالمِينَ " المجرمون، ويحتمل أن يكونوا غيرهم، وأنَّهُم يُجزون كجزائهم. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ١١٤ ـ ١١٦﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله جلّ ذكره :﴿ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَخْزِى الظَّالِمِينَ ﴾.
كما أحاطت العقوبات بهم في الدنيا فَتَدَنَّس بالغفلة باطنُهم، وتلوَّثَ بالزَّلة ظاهرهم، فكذلك أحاطت العقوبات بجوانبهم ؛ فَمِنْ فوقهم عذاب ومن تحتهم عذاب، وكذلك من جوانبهم في القلب من ضيق العيش واستيلاء الوحشة ما يفي ويزيد على الكل. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٥٣٤﴾


الصفحة التالية