وقال السمرقندى :
قوله عز وجل :﴿ والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾
وذلك أن الله تعالى لما أخبر عن حال الذين كذبوا بآياته واستكبروا عن قبولها أخبر عن حال الذين آمنوا بآياته.
فقال :﴿ والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ أي : صدقوا وعملوا الصالحات أي الطاعات والأعمال الصالحة ﴿ لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ أي : لا نكلف نفساً بعد الإيمان من العمل إلا بقدر طاقتها ﴿ أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون ﴾ يعني : دائمون. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾
أي طاقتها وما يسعها ويحلّ لها فلا تخرج منه ولا تضيق عليه ﴿ أولئك أَصْحَابُ الجنة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ والذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ الآية،
هذه آية وعد مخبرة أن جميع المؤمنين هم أصحاب الجنة ولهم الخلد فيها، ثم اعترض أثناء القول بعقب الصفة، التي شرطها في المؤمنين باعتراض يخفف الشرط ويرجى في رحمة الله ويعلم أن دينه يسر وهذه الآية نص في أن الشريعة لا يتقرر من تكاليفها شيء لا يطاق، وقد تقدم القول في جواز تكليف ما لا يطاق وفي وقوعه بمغن عن الإعادة، و" الوسع " معناه الطاقة وهو القدر الذي يتسع له قدر البشر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾