وأما المعنى الذي دعوا فيه فظاهر حديث النبي ﷺ أنه حاصل وأن كل من سن كفراً أو معصية فعليه كفل من جهة كل من عمل بذلك بعده، ومنه حديث أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ، قال :" ما من داع دعا إلى ضلالة إلا كان عليه وزره ووزر من اتبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً " الحديث، ذكره الليث بن سعد من آخر الجزء الرابع من حديثه، وذكره مالك في الموطأ غير مسند موصل، ومنه قوله " ما تقتل نسمة ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها "، أما أن هؤلاء عينوا في جميع السبعة غير عاصم في رواية أبي بكر " ولكن لا تعلمون " بالتاء ويحتمل ذلك أن يكون مخاطبة لمحمد وأمته، وقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر " ولكن لا يعلمون "، وروى حفص عن عاصم مثل قراءة الجماعة، وهذه مخاطبة لأمة محمد وإخبار عن الأمة الأخيرة التي طلبت أن يشدد العذاب على أولاها، ويحتمل أن يكون خبراً عن الطائفتين حملاً على لفظة " كل "، أي لا يعلم أحد منهم قدر ما أعد لهم من عذاب الله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon