والأول : هو الحكم بوجود ما لم يوجد.
والثاني : هو الحكم بإنكار ما وجد والأول دخل فيه قول من أثبت الشريك لله سواء كان ذلك الشريك عبارة عن الأصنام أو عن الكواكب أو عن مذهب القائلين بيزدان وأهرمن.
ويدخل فيه قول من أثبت البنات والبنين لله تعالى، ويدخل فيه قول من أضاف الأحكام الباطلة إلى الله تعالى.
والثاني : يدخل فيه قول من أنكر كون القرآن كتاباً نازلاً من عند الله تعالى وقول من أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى :﴿أولئك يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مّنَ الكتاب﴾ واختلفوا في المراد بذلك النصيب على قولين : أحدهما : أن المراد منه العذاب، والمعنى ينالهم ذلك العذاب المعين الذي جعله نصيباً لهم في الكتاب، ثم اختلفوا في ذلك العذاب المعين.
فقال بعضهم هو سواد الوجه وزرقة العين، والدليل عليه قوله تعالى :﴿وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ﴾ [ الزمر : ٦٠ ] وقال الزجاج : هو المذكور في قوله تعالى :﴿فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى﴾ [ الليل : ١٤ ] وفي قوله :﴿يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً﴾ [ الجن : ١٧ ] وفي قوله :﴿إِذِ الأغلال فِى أعناقهم والسلاسل﴾ [ غافر : ٧١ ] فهذه الأشياء هي نصيبهم من الكتاب على قدر ذنوبهم في كفرهم.