وقال ابن عطية :
قوله عز وجل :﴿ وقالت أولاهم لأخراهم ﴾ الآية،
المعنى وقالت الأمة الأولى المبتدعة للأمة الأخيرة المتبعة أنتم لا فضل لكم علينا ولم تزدجروا حين جاءتكم النذر والرسل، بل دمتم في كفركم وتركتم النظر واستوت حالنا وحالكم فذوقوا العذاب باجترامكم، هذا قول السدي وأبي مجلز وغيرهما، فقوله فذوقوا على هذا من كلام الأمة المتقدمة للأمة المتأخرة، وقيل قوله ﴿ فذوقوا ﴾ هو من كلام الله عز وجل لجميعهم، وقال مجاهد ومعنى قوله ﴿ من فضل ﴾ أي " من " التخفيف.
قال القاضي أبو محمد : معناه أنه لما قال الله ﴿ لكل ضعف ﴾ قال الأولون للآخرين لم تبلغوا أملاً في أن يكون عذابكم أخف من عذابنا ولا فضلتم بالإسعاف والنص عليه. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله :﴿ فما كان لكم علينا من فضل ﴾
فيه قولان.
أحدهما : في الكفر، نحن وأنتم فيه سواء، قاله ابن عباس.
والثاني : في تخفيف العذاب، قاله مجاهد. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ وقالت أولاهم ﴾ يعني في الكفر وهم القادة ﴿ لأخراهم ﴾ يعني الأتباع ﴿ فما كان لكم علينا من فضل ﴾ يعني قد ضللتم كما ضللنا وكفرتم كما كفرنا وقيل في معنى الآية وقالت كل أمة سلفت في الدنيا لأخراها الذين جاؤوا من بعدهم فسلكوا سبيل من مضى قبلهم فما كان لكم علينا من فضل وقد علمتم ما حل بنا من عقوبة الله بسبب كفرنا ومعصيتنا إياه وجاءتكم بذلك الرسل والنذر فما رجعتم عن ضلالتكم وكفركم ﴿ فذوقوا العذاب ﴾ وهذا يحتمل أن يكون من قول القادة للاتباع والأمة الأولى للأخرى التي بعدها ويحتمل أن يكون من قول الله تعالى يعني يقول الله للجميع فذوقوا العذاب ﴿ بما كنتم تكسبون ﴾ يعني بسب ما كنتم تكسبون من الكفر والأعمال الخبيثة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon