وتعليق الظّرف بفعل :﴿ ننساهم ﴾ لإظهار أنّ حرمانهم من الرّحمة كان في أشدّ أوقات احتياجهم إليها.
فكان لذكر اليوم أثرٌ في إثارة تحسّرهم وندامتهم، وذلك عذاب نفساني.
ودلّ معنى كاف التّشبيه في قوله :﴿ كما نسوا ﴾ على أنّ حرمانهم من رحمة الله كان مماثلاً لإهمالهم التّصديق باللّقاء، وهي مماثلَة جزاءِ العمللِ للعمل، وهي مماثلة اعتباريّة، فلذلك يقال : إنّ الكاف في مثله للتّعليل، كما في قوله تعالى :﴿ واذكروه كما هداكم ﴾ [ البقرة : ١٩٨ ] وإنّما التّعليل معنى يتولّد من استعمال الكاف في التّشبيه الاعتباري، وليس هذا التّشبيه بمجاز، ولكنّه حقيقة خفيّة لخفاء وجه الشّبه.
وقوله :﴿ كما نسوا ﴾ ظرف مستقرّ في موضع الصّفة لموصوف محذوف دلّ عليه ﴿ ننساهُم ﴾ أي نسياناً كمَا نَسُوا.
و( مَا ) في :﴿ كما نسوا ﴾ وفي ﴿ وما كانوا ﴾ مصدريّة أي كنسيانهم اللّقاء وكجَحْدهم بآيات الله.
ومعنى جحد الآيات تقدّم عند قوله تعالى :﴿ ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ في سورة الأنعام ( ٣٣ ). أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon