وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله ﴾
في موضع خفض ل "الظالمين" على النعت.
ويجوز الرفع والنصب على إضمارِهُمْ أو أعني.
أي الذين كانوا يصدون في الدنيا الناس عن الإسلام.
فهو من الصدّ الذي هو المنع.
أو يصدون بأنفسهم عن سبيل الله أي يعرضون.
وهذا من الصدود.
﴿ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾ يطلبون اعوجاجها ويذمونها فلا يؤمنون بها.
وقد مضى هذا المعنى.
﴿ وَهُمْ بالآخرة كَافِرُونَ ﴾ أي وكانوا بها كافرين.
فحذف وهو كثير في الكلام. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ الذين يصدون عن سبيل الله ﴾
يعني الذين يمنعون الناس عن الدخول في دين الإسلام ﴿ ويبغونها عوجاً ﴾ يعني ويحاولون أن يغيروا دين الله وطريقته التي شرع لعباده ويبدلونها، وقيل معناه أنهم يصلون لغير الله ويعظمون ما لم يعظمه الله وذلك أنهم طلبوا سبيل الله بالصلاة لغير الله وتعظيم ما لم يعظمه الله فأخطؤوا الطريق وضلوا عن السبيل ﴿ وهم بالآخرة كافرون ﴾ يعني وهم بكون الآخرة واقعة جاحدون منكرون لها. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾