وقال ابن عطية :
﴿ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ﴾
الضمير في قوله ﴿ وبينهما ﴾ عائد على الجنة والنار، ويحتمل على الجمعين إذا يتضمنهما قوله تعالى :﴿ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار ﴾ [ الأعراف : ٤٤ ]، و" الحجاب " : هو السور الذي ذكره عز وجل في قوله :﴿ فضرب بينهم بسور له باب ﴾ [ الحديد : ١٣ ] قاله ابن عباس، وقاله مجاهد :﴿ الأعراف ﴾ حجاب بين الجنة والنار، وقال ابن عباس أيضاً هو تل بين الجنة والنار، وذكر الزهراوي حديثاً أن رسول الله ﷺ قال :" إن أحداً جبل يحبنا ونحبه، وإنه يقوم يوم القيامة يمثل بين الجنة والنار يحتبس عليه أقوام يعرفون كلاً بسيماهم هم إن شاء الله من أهل الجنة "، وذكر حديثاً آخر عن صفوان بن سليم أن النبي ﷺ قال :" إن أحداً على ركن من أركان الجنة " و﴿ الأعراف ﴾ جمع عرف وهو المرتفع من الأرض.
ومنه قول الشاعر :[ الرجز ]
كل كناز لحمه نياف... كالجمل الموفي على الأعراف
ومنه قول الشماخ :[ الطويل ]
فظلت بأعراف تعالى كأنها... رماح نحاها وجهة الريح راكز
ومنه عرف الفرس وعرف الديك لعلوهما، وقال السدي سمي الأعراف أعرافاً لأن أصحابه يعرفون الناس.
قال القاضي أبو محمد : وهذه عجمة وإنما المراد على أعراف ذلك الحجاب أعاليه، وقوله :﴿ رجال ﴾ قال أبو مجلز لاحق بن حميد : هم الملائكة، ولفظة ﴿ رجال ﴾ مستعارة لهم لما كانوا في تماثيل رجال قال : وهم ذكور ليسوا بإناث.


الصفحة التالية
Icon