وتعقبه غير واحد :
منهم : الشيخ إبراهيم الكوراني في حاشيته عليه المسماة " مجلى المعاني " قال : إن ابن تيمية ليس قائلاً بالتجسيم، فقد صرح بأن الله تعالى ليس جسماً، في رسالة تكلم فيها على حديث النزول.
وقال في رسالة أخرى : من قال إن الله تعالى مثل بدن الْإِنْسَاْن، أو إن الله يماثل شيئاً من المخلوقات فهو مفتر على الله سبحانه
بل هو على مذهب السلف قائل بأن الله تعالى فوق العرش حقيقة، مع نفي اللوازم، ونقل عليه إجماع السلف، صرح به في الرسالة القدرية. انتهى.
ومنهم : ولي الله الدهلوي قدس سره، قال في كتابه " حجة الله البالغة " : واستطال هؤلاء الخائضون على معشر أهل الحديث، وسموهم مجسمة ومشبهة، وقالوا : هم المتسترون بالبلكفة، وقد وضح علي وضوحاً بيناً أن استطالتهم هذه ليست بشيء، وأنهم مخطئون في مقالتهم رواية ودراية، وخاطئون في طعنهم أئمة الهدى. انتهى.
ومنهم : الشهاب الألوسي المفسر، فإنه كتب على كلام الدواني ما نصه : حاشا لله تعالى أن يكون - يعني ابن تيمية - من المجسمة، بل هو أبرأ الناس منهم.
نعم يقول بالفوقية، وذلك مذهب السلف، وهو بمعزل عن التجسيم.
وجلال الدين وأضرابه أجهل الناس بالأحاديث، وكلام السلف الصالح، كما لا يخفى على العارف المنصف، نقله عنه ابنه في " محاكمة الأحمدين ".
وأقول. إن كل من رمى مثل هذا الإمام بالتجسيم فقد افترى وما درى، إلا أن عذره أنه لم ينقب عن غرر كلامه، في فتاويه التي أوضح فيها الحق وأنار بها مذهب السلف قاطبة.
وهاك شذرة من درره. قال رحمه الله في بعض فتاويه :


الصفحة التالية
Icon