وقال الشيخ الصابونى :
﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾
أي إن معبودكم وخالقكم الذي تعبدونه هو المنفرد بقدرة الإِيجاد الذي خلق السماوات والأرض في مقدار ستة أيام من أيام الدنيا قال القرطبي : لو أراد لخلقها في لحظة ولكنه أراد أن يعلِّم العبادَ التثبت في الأمور ﴿ ثُمَّ استوى عَلَى العرش ﴾ أي استواءً يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيلٍ ولا تحريف كما هو مذهب السلف وكما قال الإِمام مالك رحمه الله : الاستواء معلوم، والكَيْف مجهول، والإِيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة وقال الإِمام أحمد رحمه الله : أخبارُ الصفات تُمرُّ كما جاءت بلا تشبيه ولا تعطيل فلا يقال : كيف؟ ولِمَ؟ نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء، وكما شاء بلا حدٍّ ولا صفةٍ يبلغها واصف أو يحدها حادُّ، نقرأ الآية والخبر ونؤمن بما فيهما ونكِلُ الكيفية في الصفات إلى علم الله عز وجل وقال القرطبي : لم ينكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقةً وإِنما جهلوا كيفية الساتواء فإِنه لا تُعلم حقيقته ﴿ يُغْشِي اليل النهار يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ﴾ أي يغطي الليل على النهار فيذهب بضوئه ويطلبه سريعاً حتى يدركه ﴿ والشمس والقمر والنجوم مُسَخَّرَاتٍ ﴾ أي الجميع تحت قهره ومشيئته وتسخيره ﴿ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخلق والأمر ﴾ أي له الملك والتصرف التام في الكائنات ﴿ تَبَارَكَ الله رَبُّ العالمين ﴾ أي تعظّم وتمجّد الخالق المبدع رب العالمين. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٤٥٠ ـ ٤٥١﴾