وجعل الزمخشري الآية من قبيل قوله تعالى :﴿ وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ ﴾ [ طه : ٨٢ ] الخ أي علق فيها الرحمة بإحسان الأعمال كما علق الغفران فيه بالتوبة والإيمان والعمل الصالح فكأن ( من تاب وآمن ) الخ تفسير للمحسينين وهو إشارة إلى ما يزعمه قومه من أن الآية تدل على أن صاحب الكبيرة لا يخلص من النار لأنه ليس من المحسنين، والتخليص من النار بعد الدخول فيها رحمة.
وأجيب بأن صاحب الكبيرة مؤمن بالله تعالى ورسوله ﷺ ومن يكون كذلك فهو محسن بدليل أن الصبي إذا بلغ ضحى وآمن ومات قبل الظهر فقد اجتمعت الأمة على أنه داخل تحت قوله تعالى :﴿ لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى ﴾ [ يونس : ٢٦ ] فهو محسن بمجرد الإيمان، والقول بأن المحسنين هم الذين أتوا بجميع أنواع الإحسان على ما يؤذن به الآية الممثل بها أول البحث أول المسألة.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس أنه فسر المحسنين بالمؤمنين.
وعن بعضهم تفسيره بالداعين خوفاً وطمعاً لقرينة السباق على ذلك ونظر فيه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾