واعلم أن الخوف على ثلاث درجات : الأولى : أن يكون ضعيفاً يخطر على القلب ولا يؤثر في الباطن ولا في الظاهر، فوجود هذا كالعدم والثانية : أن يكون قوياً فيوقظ العبد من الغفلة ويحمله على الاستقامة، والثالثة : أن يشتد حتى يبلغ إلى القنوط واليأس وهذا لا يجوز، وخير الأمور أوسطها، والناس في الخوف على ثلاث مقامات : فخوف العامة : من الذنوب، وخوف الخاصة من الخاتمة، وخوف خاصة الخاصة من السابقة، فإن الخاتمة مبنية عليها، والرجاء على ثلاث درجات : الأولى : رجاء رحمة الله مع التسبب فيها بفعل طاعة وترك معصية فهذا هو الرجاء حتى يبلغ الأمن، فهذا حرام، والناس في الرجاء على ثلاث مقامات : فمقام العامة رجاء ثواب الله، ومقام الخاصة رضوان الله، ومقام خاصة الخاصة رجاء لقاء الله حباً فيه وشوقاً إليه ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ مِّنَ المحسنين ﴾ حذفت تاء التأنيث من قريب وهو خبر عن الرحمة على تأويل الرحمة : بالرحم أو الترحم أو العفو، أو لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي، أو لأنه صفة موصوف محذوف وتقديره شيء قريب، أو على تقدير النسب أي ذات قرب، وقيل : قريب هنا ليس خبر عن الرحمة وإنما هو ظرف لها. أ هـ ﴿التسهيل حـ ٢ صـ ٣٥﴾