وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ والبلد الطيب ﴾
يعني والأرض الطيبة التربة السهلة السمحة ﴿ يخرج نباته بإذن ربه ﴾ يعني إذا أصابه المطر أخرج نباته بإذن الله عز وجل :﴿ والذي خبث لا يخرج ﴾ يعني والبلد الذي خبث أرضه فهي سبخة لا يخرج يعني لا يخرج نباته ﴿ إلا نكداً ﴾ يعني عسراً بمشقة وكلفة قال الشاعر في المعنى يذم إنساناً :
لا تنجز الوعد إن وعدت وإن...
أعطيت أعطيت تافهاً نكدا
يعني بالتافه القليل بالنكد العسير ومعناه : إنك إن أعطيت أعطيت القليل بعسر ومشقة.
قال المفسرون : هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر فشبه المؤمن بالأرض الحرة الطيبة وشبه نزول القرآن على قلب المؤمن بنزول المطر على الأرض الطيبة فإذا نزل المطر عليها أخرجت أنواع الأزهار والثمار وكذلك المؤمن إذ سمع القرآن آمن به وانتفع به وظهرت منه الطاعات والعبادات وأنواع الأخلاق الحميدة وشبه الكافر بالأرض الرديئة الغليظة السبخة التي لا ينتفع بها وإن أصابها المطر فكذلك الكافر إذا سمع القرآن لا ينتفع به ولا يصدقه ولا يزيده إلا عتو وكفراً وإن عمل الكافر حسنة في الدنيا كانت بمشقة وكلفة ولا ينتفع بها في الآخرة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن يقول هو طيب وعمله طيب كما أن البلد الطيب ثمره طيب ثم ضرب مثل الكافر كالبلدة السبخة المالحة التي خرجت منها البركة فالكافر خبيث وعمله خبيث.