زاد غيره والمفازة تسمى بلدة، لكونها مسكن الوحش والجن.
قال الأعشى :
وبلدة مثل ظهر الترس موحشة...
للجن بالليل في حافاتها زجل
ومعنى الآية : إنا سقنا السحاب إلى بلد ميت محتاج لإنزال الماء لم ينزل فيه غيث ولم تنبت فيه خضرة ﴿ فأنزلنا به الماء ﴾ اختلفوا في الضمير في قوله تعالى به إلى ماذا يعود؟ فقال الزجاج رحمه الله وابن الأنباري جائز أن يكون المعنى فأنزلنا بالبلد الميت الماء وجائز أن يكون المعنى وأنزلنا بالسحاب الماء لأن السحاب آلة لنزول الماء ﴿ فأخرجنا به ﴾ يعني بذلك الماء لأن إنزال الماء كان سبباً لإخراج الثمرات، وقيل : يحتمل أن يكون المعنى فأخرجنا بذلك الماء ﴿ من كل الثمرات ﴾ يعني وأخرجنا بذلك البلد بعد موته وجد به من أصناف الثمار والزورع ﴿ كذلك نخرج الموتى ﴾ يعني كما أحيينا البلد الميت كذلك نخرج الموتى أحياء من قبورهم بعد فنائهم ودروس آثارهم واختلفوا في وجه التشبيه، فقيل : إن الله تعالى كما يخلق النبات بواسطة إنزال امطر كذلك يحيي الموتى بواسطة إنزال المطر أيضاً.
قال أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهما : إن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر الله تعالى عليهم ماء من تحت العرش يدعى ماء الحيوان أربعين سنة فينبتون كما ينبت الزرع من الماء.


الصفحة التالية
Icon