وقال الآلوسى :
﴿ وَهُوَ الذى يُرْسِلُ الرياح ﴾
عطف على الجملة السابقة أو على حديث خلق السموات والأرض.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ﴿ الريح ﴾ على الوحدة وهو متحمل لمعنى الجنسية فيطلق على الكثير.
وخبر "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً" مخرج على قراءة الأكثرين ﴿ بَشَرًا ﴾ بضم الموحدة وسكون الشين مخفف بشراً بضمتين جمع بشير كنذر ونذير أي مبشرات وهي قراءة عاصم.
وروي عنه أيضاً ﴿ بَشَرًا ﴾ على الأصل.
وقرىء بفتح الباء على أنه مصدر بشره بالتخفيف بمعنى بشره المشدد.
والمراد باشرات أو للبشارة.
وقرىء ﴿ بُشْرىً ﴾ كحبلى وهو مصدر أيضاً من البشارة.
وقرأ أهل المدينة والبصرة ﴿ نَشْراً ﴾ بضم النون والشين جمع نشور بفتح النون بمعنى ناشر، وفعول بمعنى فاعل يطرد جمعه كذلك كصبور وصبر، ولم يجعل جمع ناشر كبازل وبزل لأن جمع فاعل على فعل شاذ.
واختلف في معنى ناشر ففي "الحواشي الشهابية" قيل : هو على النسب إما إلى النشر ضد الطي وإما إلى النشور بمعنى الإحياء لأن الريح توصف بالموت والحياة كقوله :
إني لأرجو أن تموت الريح
فاقعد اليوم واستريح...
كما يصفها المتأخرون بالعلة والمرض.
ومما يحكى النسيم من ذلك قول بعضهم في شدة الحر
: أظن نسيم الروض مات لأنه...
له زمن في الروض وهو عليل
وقيل : هو فاعل من نشر مطاوع أنشر الله تعالى الميت فنشر وهو ناشر كقوله
: حتى يقول الناس مما رأوا...
يا عجباً للميت الناشر
قيل : ناشر بمعنى منشر أي محيي، وقيل : فعول هنا بمعنى مفعول كرسول ورسل وقد جوز ذلك أبو البقاء إلا أنه نادر مفرده وجمعه.
وقرأ ابن عامر ﴿ نَشْراً ﴾ بضم النون وسكون الشين حيث وقع، والتخفيف في فعل مطرد، وقرأ حمزة والكسائي ﴿ نَشْراً ﴾ بفتح النون حيث وقع على أنه مصدر في موقع الحال بمعنى ناشرات أو مفعول مطلق فإن الإرسال والنشر متقاربان.