وفي رواية أربعين يوماً فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم تنفخ فيهم الروح ثم يلقى عليهم النوم فينامون في قبورهم فإذا نفخ في الصور النفخة الثانية عاشوا ثم يحشرون من قبورهم ويجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم كما يجد النائم حين يستيقظ من نومه فعند ذلك يقولون :﴿ قَالُواْ ياويلنا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ ؟ فيناديهم المنادي ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون ﴾ [ يس : ٥٢ ].
وأخرج غير واحد عن مجاهد أنه إذا أراد الله تعالى أن يخرج الموتى أمطر السماء حتى تشقق عنهم الأرض ثم يرسل سبحانه الأرواح فتعود كل روح إلى جسدها، فكذلك يحيي الله تعالى الموتى بالمطر كإحيائه الأرض.
وقيل : إنما وقع التشبيه بأصل الإحياء من غير اعتبار كيفية فيجب الإيمان به ولا يلزمنا البحث عن الكيفية ويفعل الله سبحانه ما يشاء ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ فتعلمون أن من قدر على ذلك فهو قادر على هذا من غير شبهة.
والأصل تتذكرون فطرحت إحدى التاءين، والخطاب قيل : للنظار مطلقاً، وقيل : لمنكري البعث. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾