والجواب عن قوله فى سورة الأعراف :"كذلك نخرج الموتى " أنه مقابل بقوله :"فأخرجنا به من كل الثمرات " ولم يرد هكذا فى سائر الآيات أعنى التعبير بلفظ الإخراج لما ينبت المطر وما يخلق سبحانه فى الأرض ولما ورد فى سورة الملائكة قوله سبحانه :"فأحيينا به الأرض بعد موتها " قوبل تشبيها بقوله :"كذلك النشور " ولم يكن ليتحر المراد لو قيل : كذلك الإحياء ولو قيل : كذلك إحياء الموتى لاجتمع فيه الطول مع مخالفة الفواصل فيما قبل الآية وما بعدها، ألا ترى قوله تعالى :"ولا يغرنكم بالله الغرور " قوله بعد الآية :"ومكر أولئك هو يبور " وما تخلل الآيتين وما ورد بعدها ثم إن النشور هو إخراج الموتى وإحياؤهم مع أنه أوجز وأطبق للفواصل فجاء كل على ما يناسب واما سائر الآي فلم تبن على قصد التشبيه ولا جرى فيها ذلك فوقع الاكتفاء فيها بمجرد الإيماء والإحالة على غير طريقة التشبيه.
والجواب عن تعقيب آية الأعراف بترجى التذكير من قوله :"لعلكم تذكرون " مناسب لقوله :"فأحيينا به من كل الثمرات " لأن الماء المنزل من السماء واحد لا يختلف وان اختلفت أحواله فى الكثرة والقلة وطول زمن الانزال وقصره فالمذاق والطعم والصفة لا تختلف والمخرج به بإذن الله من ضروب الثمرات مختلف فى الطعم واللون والرائحة إلى غير ذلك من صفاته قال تعالى :"تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل " ففى هذا أعظم عبرة لمن استبصر وأدل دليل على القدرة التى تجل عن الحد والغاية وأعظم شاهد على إحياء الموتى فلهذا أعقبت برجاء التذكير فقيل :"لعلكم تذكرون ". أ هـ ﴿ملاك التأويل صـ ١٨٢ ـ ١٨٩﴾