ومن قبيل التثبيت لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) عرضت السورة الكريمة لقصص عدد من المرسلين، ولتفاعل أقوامهم معهم، ولشيء من جزائهم بدءا بنوح، ثم هود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسي ( علي نبينا وعليهم أجمعين من الله تعالي أفضل الصلاة وأزكي التسليم )، وتعرض الآيات لمصارع المكذبين في كل قصة من قصص تلك الأمم، مؤكدة علي وحدة الرسالة السماوية، ومفصلة قصة موسي ( عليه السلام ) مع فرعون وملئه، وعارضة أخذ الله لآل فرعون بالسنين والآفات، ثم إغراق فرعون ونفر من ملئه، وأشارت السورة الكريمة إلي انحراف بني إسرائيل وعبادتهم العجل في غيبة من موسي ( عليه السلام ) في أثناء ميقاته مع ربه كما أشارت إلي طلب رؤية الله، ودك الجبل وصعق موسي، وتنزيل الألواح عليه، وأشارت إلي الميقات الثاني مع سبعين من قوم موسي، وصعقهم حين قالوا : لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة، ثم عصيانهم في دخول القرية، وإصرارهم علي الصيد في يوم السبت، وهو محرم عليهم، ونتق الجبل فوقهم كأنه ظلة، ومسخ الظالمين منهم قردة وخنازير، وبعث الله عليهم من يسومهم سوء العذاب إلي يوم القيامة، وتشريدهم في الأرض عقابا لهم علي تحريفهم كلام الله..!!
وتتابع سورة الأعراف في سياقها الإشارة إلي الرسالة الخاتمة، وذلك بقول الحق ( تبارك وتعالي ) رادا علي موسي في ضراعته إلي الله ألا يهلكهم بما فعل السفهاء منهم فقال ( عز من قائل ):
... قال عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شيء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا
النور الذي أنزل معه اولئك هم المفلحون *
( الأعراف : ١٥٧، ٥٦)


الصفحة التالية
Icon