وقال الثعلبى :
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ﴾
وهو نوح بن ملك بن متوشلح بن اخنوخ، وهو إدريس بن مهلائيل بن يزد بن قيثان ابن انوش بن شيث بن آدم عليهم السلام، وهو أول نبي بعد إدريس وكان نجاراً بعثه الله عزّ وجلّ إلى قومه وهو ابن خمسين سنة فقال لهم :﴿ يَاقَوْمِ اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ ﴾ قرأ محمد بن السميفع ( غيره ) بالنصب.
قال الفراء : بعض بني [ أسد وقضاعة أجاز نصب [ غير ] في كل موضع يحسن فيه " إلا " ] تمّ الكلام قبلها أو لم يتم فيقولون : ما جاءني مشرك وما أتاني أحد غيرك. فأنشد الفضل :
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت | حمامة في ذات أو قال |
والثاني الحال من قوله ﴿ اعبدوا الله ﴾ لأن " غيره " نكرة، وإن أضيف إلى المعارف. وقرأ أبو جعفر ويحيى بن وثّاب والأعمش والكسائي :﴿ مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ ﴾ بكسر الراء على نعت الإله، واختاره أبو عبيد ليكون كلاماً واحداً.
وقرأ الباقون ( غيره ) بالرفع على وجهين : أحدهما : التقديم وإن كان مؤخّراً في اللفظ تقديره : مالكم غيره من إله غيره.
والثاني أن يجعله نعت التأويل الاله لأن المعنى مالكم إله غيره ﴿ إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ ﴾ إن لم تؤمنوا ﴿ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾