وقال ابن عطية :
﴿ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ﴾
أعلمهم بأن القضاء قد نفذ وحل عليهم الرجس وهو السخط والعذاب يقال " رجس ورجز " بمعنى واحد، قاله أبو عمرو بن العلاء، وقال الشاعر :[ الطويل ]
إذا سنة كانت بنجد محيطة... فكان عليهم رجسها وعذابها
وقد يأتي الرجس أيضاً بمعنى النتن والقذر، ويقال في الرجيع رجس وركس، وهذا الرجس هو المستعار للمحرمات، أي ينبغي أن يجتنب كما يجتنب النتن، ونحوه في المعنى قول النبي ﷺ في خبر جهجاه الغفاري وسنان بن وبرة الأنصاري حين دعوا بدعوى الجاهلية :" دعوها فإنها منتنة " وقوله :﴿ أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ﴾ إنما يريد أنهم ثخاصمونه في أن تسمى آلهة، فالجدل إنما وقع في التسميات لا في المسميات، لكنه ورد في القرآن ﴿ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم ﴾ [ يوسف : ٤٠ ] فهنا لا يريد إلا ذوات الأصنام، فالاسم إنما يراد به المسمى نفسه.
قال القاضي أبو محمد : ومن رأى أن الجدل في هذه الآية إنما وقع في أنفس الأصنام وعبادتها تأول هذا التأويل، والاسم يرد في كلام العرب بمعنى التسمية وهذا بابه الذي استعمله به النحويون، وقد يراد به المسمى ويدل عليه ما قاربه من القول، من ذلك قوله تعالى :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ [ الأعلى : ١ ] وقوله ﴿ تبارك اسم ربك ﴾ [ الرحمن : ٧٨ ] على أن هذا يتأول، ومنه قول لبيد :[ الطويل ]
إلى الحوِل ثمَّ اسمُ السلام عليكما... على تأويلات في البيت، وقد مضت المسألة في صدر الكتاب والسلطان : البرهان وقوله ﴿ فانتظروا إني معكم من المنتظرين ﴾ الآية وعيد وتهديد. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾