وقال القرطبى :
﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ ﴾
أي في حمق وخفة عقل.
قال :
مَشَيْنَ كما اهتزّتْ رِماحٌ تسفّهتْ...
أعالِيهَا مَرُّ الرياح النَّواسِم
وقد تقدّم هذا المعنى في "البقرة".
والرؤية هنا وفي قصة نوح قيل : هي من رؤية البصر.
وقيل : يجوز أن يراد بها الرأي الذي هو أغلب الظن. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة ﴾
يعني إنا لنراك يا هود في حمق وجهالة وضلالة عن الحق.
والصواب : أخبر الله تعالى عن قومه نوح أنهم قالوا له إنا لنراك في ضلال مبين وأخبر عن قوم هود أنهم قالوا إنا لنراك في سفاهة والفرق بينهما أن نوحاً لما خوف قومه بالطوفان وطفق في عمل السفينة قال له قومه عند ذلك إنا لنراك في ضلال مبين حيث تتعب في إصلاح سفينة في أرض ليس فيها من الماء شيء وأما هود عليه السلام فإنه لما زيف عبادة الأصنام ونسب من عبدها إلى السفه وهو قلة العقل قابلوه بمثله فقالوا إنا لنراك في سفاهة ﴿ وإنا لنظنك من الكاذبين ﴾ يعني في ادعائك أنك رسول من عند الله. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon