وقال ابن عطية :
﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ﴾
قد تقدم القول في مثل ﴿ أو عجبتم ﴾ و" الذكر " لفظ عام للمواعظ والأوامر والنواهي، وقوله تعالى :﴿ اذكروا ﴾ الآية، تعديد للنعم عليهم، و﴿ خلفاء ﴾ جمع خليف كظريف وظرفاء، وخليفة جمع خلائف، والعرب تقول خليفة وخليف، وأنشد أبو علي :
فإن يزل زائل يوجد خليفته... وما خليف أبي وهب بموجود
قال السدي وابن إسحاق : والمعنى جعلكم سكان الأرض بعد قوم نوح، وقوله :﴿ وزادكم في الخلق بصطة ﴾ أي في الخلقة، والبصطة الكمال في الطول والعرض، وقيل زادكم على أهل عصركم، قال الطبري : المعنى زادكم على قوم نوح وقاله قتادة.
قال القاضي أبو محمد : واللفظ يقتضي أن الزيادة هي على جميع العالم، وهو الذي يقتضي ما يذكر عنهم، وروي أن طول الرجل منهم كان مائة ذراع وطول أقصرهم ستون ونحو هذا. و" الآلاء " : جمع " إلا " على مثال معي، وأنشد الزجّاج :[ للأعشى ]
أبيض لا يرهب الهزال ولا... يقطع رحماً ولا يخون إلا


الصفحة التالية
Icon