فقالوا :﴿قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ الله وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا﴾ ثم قالوا :﴿فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ وذلك لأنه عليه السلام قال :﴿اعبدوا الله مَا لَكُمْ مّنْ إله غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ [ الأعراف : ٦٥ ] فقوله :﴿أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ مشعر بالتهديد والتخويف بالوعيد فلهذا المعنى قالوا :﴿فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ وإنما قالوا ذلك لأنهم كانوا يعتقدون كونه كاذباً بدليل أنهم قالوا له :﴿وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذبين﴾ [ الأعراف : ٦٦ ] فلما اعتقدوا كونه كاذباً قالوا له :﴿فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ والغرض أنه إذا لم يأتهم بذلك العذاب ظهر للقوم كونه كاذباً، وإنما قالوا ذلك لأنهم ظنوا أن الوعد لا يجوز أن يتأخر، فلا جرم استعجلوه على هذا الحد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٢٩﴾