والوعد الذي أرادوه وعْد بالشرّ، وهو الوعيد، ولم يتقدّم ما يفيد أنّه توعّدهم بسوء، فيحتمل أن يكون وعيداً ضمنياً تضمّنه قوله :﴿ أفلا تتّقون ﴾ [ الأعراف : ٦٥ ] لأنّ إنكاره عليهم انتفاء الاتّقاء دليل على أنّ ثمّة ما يُحذر منه، ولأجل ذلك لم يُعَيِّنوا وعيداً في كلامهم بل أبهموه بقولهم ﴿ بما تعدنا ﴾، ويحتمل أن يكون الوعيد تعريضاً من قوله :﴿ إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ﴾ [ الأعراف : ٦٩ ] المؤذن بأنّ الله استأصل قوم نوح وأخلفهم بعاد، فيوشك أن يستأصل عادا ويخلفهم بغيرهم.
وعقّبوا كلامهم بالشّرط فقالوا :﴿ إن كنتَ من الصّادقين ﴾ استقصاء لمقدرته قصداً منهم لإظهار عجزه عن الإتيان بالعذاب فلا يسعه إلاّ الاعتراف بأنّه كاذب، وجواب الشّرط محذوف دلّ عليه ما قبله تقديره : أتيتَ به وإلاّ فلست بصادق.
فأجابهم بأن أخبرهم بأنّ الله قد غضب عليهم، وأنّهم وقع عليهم رجس من الله. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٨ صـ ﴾