وروي عن الحسن البصري رحمة الله عليه أنه قال : لما عقرت ثمود الناقة ذهب فصيلها حتى صعد جبلاً وقال ثلاث مرات أين أمي أين أمي أين أمي؟ فأخبر بذلك صالح فقال يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام.
فقالوا : وما العلامة في ذلك؟ فقال : أن تصبحوا في اليوم الأول وجوهكم مصفرة، وفي اليوم الثاني وجوهكم محمرة، وفي اليوم الثالث وجوهكم مسودة.
ثم خرج صالح من بين أظهرهم مع من آمن منهم فأصبحوا في اليوم الأول وجعل يقول بعضهم لبعض : قد اصفر وجهك، وفي اليوم الثاني يقول بعضهم لبعض : قد احمر وجهك، وفي اليوم الثالث يقول بعضهم لبعض : قد اسود وجهك.
فأيقنوا جميعاً الهلاك.
فجاء جبريل عليه السلام وصاح بهم صيحة واحدة فماتوا كلهم، ويقال : قد أتتهم النار فأحرقتهم فذلك قوله تعالى :﴿ قَالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا الله ﴾ أي : وحدوا الله ﴿ ما لكم من إله غيره ﴾ قد ذكرناه ﴿ قَدْ جَاءَتكُمْ بَيِّنَةً مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ يقول : قد أتيتكم بعلامة نبوتي وهي الناقة كما قال الله تعالى :﴿ هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ آيَةً ﴾ أي علامة لنبوتي لكي تعتبروا وتوحّدوا الله ربكم ﴿ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ الله ﴾ يقول : دعوها ترتع في أرض الحجر ﴿ وَلا تَمَسُّوها بِسوءٍ ﴾ يقول : لا تعقروها ﴿ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ وهو ما عذبوا به. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon