وروى أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال :" لمّا أُمر النبيّ ﷺ بالحجر في غزوة تبوك قال لأصحابه :" لا يدخلن أحدّكم القرية ولا تشربوا من مائهم ولا تدخلوا على هؤلاء المعذّبين إلاّ أن تكونوا باكين خائفين فإن لم تكونوا فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم ".
ثمّ قال :" أمّا بعد فلا تسألوا رسولكم الآيات، هؤلاء قوم صالح سألوا رسولهم الآية فبعث الله عزّ وجلّ لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فتشرب ماءهم يوماً فيردها وراءهم مرتقى الفصيل حين ارتقى في الغار فعتوا عن أمر ربّهم وعقروها فأهلك الله مَنْ [ تحت ] أديم السماء منهم إلاّ رجلاً واحداً كان في حرم الله ".
قيل : من هو؟ قال :" أبو رغال ".
فلمّا خرج أصابه ما أصاب قومه [ فدفن ههنا ] ودُفن معه غصن من ذهب وأراهم قبر أبي رغال فول القوم فابتدروه بأسيافهم وبحثوا عليه فاستخرجوا ذلك الغصن، ثمّ قبع رسول الله ﷺ رأسه وأسرع السير حتّى جاز الوادي ".
قال أهل العلم : توفي صالح ( عليه السلام ) بمكّة وهو ابن ثمان وخمسين [ سنة فلبث ] في قومه عشرين سنة.
عن الضحاك بن مزاحم قال :" قال رسول الله ( عليه السلام ) :" يا عليّ أتدري مَنْ أشقى الأوّلين؟ "
قال : قلت : الله ورسوله أعلم.
قال :" عاقر الناقة ".
قال :" أتدري مَنْ أشقى الآخرين؟ "
قال : الله ورسوله أعلم.
قال :" قاتلك ". أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon