ثم قال :﴿تتخذون من سهولها قصوراً﴾ أي تبوؤن القصور من سهولة الأرض، فإن القصور إنما تبنى من الطين واللبن والآجر، وهذه الأشياء إنما تتخذ من سهولة الأرض ﴿وتنحِتون من الجبال بيوتاً﴾ يريد تنحِتون بيوتاً من الجبال تسقفونها.
فإن قالوا : علام انتصب بيوتاً ؟
قلنا : على الحال كما يقال : خط هذا الثوب قميصاً وأبر هذه القصبة قلما، وهي من الحال المقدرة، لأن الجبل لا يكون بيتاً في حال النحت، ولا الثوب والقصبة قميصاً، وقلما في حال الخياطة والبري.
وقيل : كانوا يسكنون السهول في الصيف والجبال في الشتاء، وهذا يدل على أنهم كانوا متنعمين مترفهين.
ثم قال :﴿فاذكروا آلاء الله﴾ يعني قد ذكرت لكم بعض أقسام ما آتاكم الله من النعم، وذكر الكل طويل فاذكروا أنتم بعقولكم ما فيها ﴿ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾ قيل المراد منه : النهي عن عقر الناقة، والأولى أن يحمل على ظاهره وهو المنع عن كل أنواع الفساد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٣٣﴾