﴿ وعتوا عن أمر ربهم ﴾ أي استكبروا عن امتثال أمر ربهم وهو ما أمر به تعالى على لسان صالح من قوله ﴿ فذروها تأكل فى أرض الله ﴾ ولا تمسّوها بسوء ومن اتباع أمر الله وهو دينه وشرعه ويجوز أن يكون المعنى صدر عتوهم عن أمر ربهم كأنّ أمر ربهم بتركها كان هو السبب في عتوّهم ونحو عن هذه ما في قوله ﴿ وما فعلته عن أمري ﴾
﴿ وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ﴾ أي من العذاب لأنه كان سبق منه ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم فاستعجلوا ما وعدهم به من ذلك إذ كانوا مكذبين له في الإخبار بذلك الوعيد وبغيره ولذلك علقوه بما هم به كافرون وهو كونه من المرسلين، وقرأ ورش والأعمش ﴿ يا صالح ائتنا ﴾ وأبو عمرو إذا أدرج بإبدال همزة فاء ﴿ ائتنا ﴾ واو الضمة جاء صالح، وقرأ باقي السبعة بإسكانها وفي كتاب ابن عطية قال أبو حاتم : قرأ عيسى وعاصم أوتنا بهمز وإشباع ضمّ انتهى، فلعله عاصم الجحدري لا عاصم بن أبي النجود أحد قراء السبعة. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ فعقروا الناقة ﴾
أي نحروها، أُسند العقرُ إلى الكل مع أن المباشِرَ بعضُهم للملابسة أن لأن ذلك لما كان برضاهم فكأنه فَعلَه كلُّهم، وفيه من تهويل الأمرِ وتفظيعِه بحيث أصابت غائلتُه الكلَّ ما لا يخفى ﴿ وعتوا عن أمر ربهم ﴾ أي استكبروا عن امتثاله وهو ما بلّغهم صالح عليه السلام من الأمر والنهي.
﴿ وقالوا ﴾ مخاطِبين له عليه السلام بطريق التعجيزِ والإفحامِ على زعمهم ﴿ يا صالح ائتنا بما تعدنا ﴾ أي من العذاب، والإطلاقُ للعلم به قطعاً ﴿ إن كنت من المرسلين ﴾ فإن كونَك من جملتهم يستدعي صدقَ ما تقول من الوعد والوعيد. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon