وقال القاسمى :
﴿ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ ﴾ أي : نحروها، والعقر : الجرح، وأثر كالخز في قوائم الفرس والإبل يقال : عقره بالسيف يعقره بالكسر، وعقره تعقيراً، قطع قوائمه بالسيف وهو قائم.
قال الأزهري : العقر عند العرب كشف عرقوب البعير، ثم يجعل النحر عقراً، لأن ناحر الإبل يعقرها : ثم ينحرها.
وفي اللسان : عقر الناقة وعقرها، وإذا فعل بها ذلك حتى تسقط، فينحرها مستمكناً منها، أي : لئلا تشرد عند النحر.
وفي الحديث :< لا عقر في الإسلام >.
قال ابن الأثير : كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى، أي :
ينحرونها ويقولون إن
صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته، فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته. كذا في " تاج العروس ".
وأسند العقر إلى جميعهم، لأنه كان برضاهم، وإن لم يباشره إلا بعضهم. ويقال للقبيلة الضخمة : أنتم فعلتم كذا وما فعله إلا واحد منهم. كذا في " الكشاف ".
قال أبو السعود : وفيه من تهويل الأمر وتفظيعه، بحيث أصابت غائلته الكل ما لا يخفى.
﴿ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ أي : استكبروا عن امتثاله، وهو عبادته وحده، أو الحذر من مس الناقة بسوء. وزادوا في الإستهزاء :﴿ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ﴾ أي : من العذاب على عقر الناقة. والأمر للإستعجال لأنهم يعتقدون أنه لا
يتأتى ذلك، ولذا قالوا :﴿ إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي : فإن الله ينصر رسله على أعدائه. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٧ صـ ١٢٨ ـ ١٢٩﴾


الصفحة التالية
Icon