وقال القاسمى :
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً ﴾ أي : وأرسلنا عليهم نوعاً من المطر عجيباً غير متعارف، وهو مبين بقوله تعالى :﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾، أي : طين متحجر.
قال المهايمي : ولكفرهم بمطر الشرائع المحيي بإبقاء النسل وغيره، انقلب عليهم في صورة العقاب.
وقرأت في التوراة المعربة، أن الملكين اللذين جاءا لوطاً عليه السلام، يخبرانه ويبشرانه بهلاك قومه، قالا له : أخرج من هذا الموضع، من لك ههنا من أصهارك وبنيك وبناتك وجميع من لك، فإنا بعَثَنَا الرب لنهلك هذه المدينة.
ولما كان عند طلوع الفجر ألح الملكان على لوط بأخذ امرأته وابنتيه، ثم أمسكا بأيديهم جميعاً وصيراهم خارج المدينة وقالا : لا يلتفت أحد منك إلى ورائه، وتخلصا إلى الجبل.
ولما أشرقت أمطر الرب من السماء على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً، وقلب تلك المدن، وكل البقعة وجميع سكان المدن ونَبْتَ الأرض، والتفتت امرأته إلى ورائها صارت نُصُبَ مِلْح، وقدم إبراهيم غدوة من أرضه، فتطلع إلى جهة سدوم وعمورة، فإذا دخان الأرض صاعد كدخان الأتُون. انتهى.
وقرأت في نبوة حَزْقيال عليه السلام، في الفصل السادس عشر : في بيان إثم سدوم ما نصه :
إن الإستكبار والشبع من الخبز، وطمأنينه الفراغ، كانت في سدوم وتوابعها، ولم تعضد يد البائس والمسكين، وتشامخن وصنعن الرجس أمامي، فنزعتهن كما رأيت. انتهى.
وقد صار موضع تلك المدن بحر ماء أجاج، لم يزل إلى يومنا هذا، ويعرف بالبحر الميت، أو بحيرة لوط، والأرض التي تليها قاحلة لا تنبت شيئاً.


الصفحة التالية
Icon