وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صراط تُوعِدُونَ ﴾
أي لا ترصدوا بكل طريق توعدون أهل الإيمان بالقتل ﴿ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله ﴾ يقول : تمنعون الناس عن دين الإسلام ﴿ مَنْ ءامَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ﴾ يقول : تريدون بملة الإسلام زيغاً وغيراً.
وروي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ بِكُلّ صراط تُوعِدُونَ ﴾ قال : بكل سبيل حتى تصدوا أهلها عنها ﴿ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ﴾ قال وتلتمسون بها الزيغ.
ويقال معناه : لا تقعدوا على كل طريق تخوفون الناس وتخوفون أهل الإيمان بشعيب عليه السلام.
ثم قال :﴿ واذكروا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ﴾ أي كنتم قليلاً في العدد فكثَّر عددكم.
ويقال : كنتم فقراء فأغناكم وكثر أموالكم ﴿ وانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين ﴾ أي كيف صار آخر أمر المكذبين بالرسل، يعني : الذين قبلهم قوم نوح وقوم عاد وقوم هود وقوم صالح. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ ﴾
[ يعني ] في هذا الطريق كقوله :﴿ إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد ﴾ [ الفجر : ١٤ ].
﴿ تُوعِدُونَ ﴾ تُهددون ﴿ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله ﴾ دين الله ﴿ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾ زيغاً وذلك أنّهم كانوا يجلسون على الطرق فيُخبرون مَنْ قصد شعيباً ليُؤمن به إنّ شعيباً كذّاب. فلا يفتنّنك عن [ ذلك ] وكانوا يتوعدون المؤمنين بالقتل ويخوّفونهم.
قال السدي وأبو روق : كانوا [ جبّارين ]. قال عبد الرحمن بن زيد : كانوا يقطعون الطريق. وقال النبيّ ﷺ :" رأيت ليلة أُسري بي خشبة على الطريق لا يمرّ بها ثوب إلاّ شقّته ولا شيء إلاّ خرقته فقلت ما هذا يا جبرائيل؟
قال : هذا مثل أقوام من أُمّتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثمّ تلا :﴿ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ ﴾ ".
﴿ واذكروا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ﴾ [ فكثّر بينكم ] ﴿ وانظروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المفسدين ﴾ يعني آخر قوم لوط. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾