وقال أبو السعود :
﴿ الذين كَذَّبُواْ شُعَيْبًا ﴾
استئنافٌ لبيان ابتلائِهم بشؤم قولِهم فيما سبق :﴿ لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين ءامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا ﴾ وعقوبتِهم بمقابلته، والموصولُ مبتدأٌ خبرُه قوله تعالى :﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ﴾ أي استُؤصِلوا بالمرة وصاروا كأنهم لم يقيموا بقريتهم أصلاً أي عوقبوا بقولهم ذلك وصاروا هم المُخرَجين من القرية إخراجاً لا دخولَ بعده أبداً وقوله تعالى :﴿ الذين كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الخاسرين ﴾ استئنافٌ آخرُ لبيان ابتلائِهم بعقوبة قولِهم الأخيرِ، وإعادةُ الموصولِ والصلةِ كما هي لزيادة التقريرِ والإيذانِ بأن ما ذكر في حيز الصلةِ هو الذي استوجب العقوبتين أي الذين كذبوه عليه السلام عوقبوا بمقالتهم الأخيرة فصاروا هم الخاسرين للدنيا والدين لا المتبعون له عليه الصلاة والسلام، وبهذا القصر اكتُفي عن التصريح بإنجائه عليه الصلاة والسلام كما وقع في سورة هود من قوله تعالى :﴿ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا والذين ءامَنُواْ مَعَهُ ﴾ الخ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ الذين كَذَّبُواْ شُعَيْبًا ﴾
استئناف لبيان ابتلائهم بشؤم قولهم :﴿ لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين ءامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا ﴾ [ الأعراف : ٨٨ ] والموصول مبتدأ خبره قوله تعالى :﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ﴾ أي لم يقيموا في دارهم، وقال قتادة : المعنى كأن لم يعيشوا فيها مستغنين، وذكر غير واحد أنه يقال : غنى بالمكان يغني غني وغنياناً إذا أقام به دهراً طويلاً، وقيده بعضهم بالإقامة في عيش رغد، وقال ابن الأنباري كغيره : إنه من الغنى ضد الفقر كما في قول حاتم :
غنينا زماماً بالتصعلك والغنى...
فكلا سقاناه بكأسهما الدهر
فما زادنا بغياً على ذي قرابة...
غنانا ولا أزري بأحسابنا الفقر


الصفحة التالية
Icon