الرب تعالى قادر على إحياء الميت دون البقرة، فما فائدة الأمر بذبحها لذلك؟
جوابه :
قد يكون فائدة الأمر لترتيب الأشياء على أسبابها لما
اقتضته الحكمة القديمة، ولجبر اليتيم صاحب البقرة بما حصل
له من ثمنها.
٣٩ - مسألة :
قوله تعالى :(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً )
وفى آل " عمران : ، معدودات.
ومعدودة : جمع كثرة، ومعدودات : جمع قلة؟
جوابه :
أن قائلي ذلك من اليهود فرقتان :
إحداهما قالت : إنما نعذب بالنار سبعة أيام، وهي عدد أيام
. الدنيا.
وقالت فرقة : إنما نعذب أربعين يوما، وهي أيام عبادتهم
العجل.
فآية البقرة يحتمل قصد الفرقة الثانية، وآية آل عمران
يحتمل قصد الفرقة الأولى.
٤٠ - مسألة :
قوله تعالى :(وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا ) ؟
وفى الجمعة :( وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا )
جوابه :
لما كانت دعواهم أن الدار الآخرة لهم خاصة : أكد نفى ذلك ب [ لن ] لأنها أبلغ في النفى من [ لا ] لظهورها في الاستغراق. وفى الجمعة : ادعوا ولاية الله، ولا يلزم من الولاية لله اختصاصهم بثواب الله وجنته فأتى ب [ لا ] النافية للولاية. وكلاهما مؤكد بالتأبيد، لكن في البقرة أبلغ
وأيضا : أن آية البقرة وردت بعد ما تقدم منهم من الكفر
والعصيان وقتل الأنبياء : فناسب حرف المبالغة فى النفى
لتمنيهم الموت لما يعلمون ما لهم بعده من العذاب، لأن [ لن ] أبلغ في النفى عند كثير من أئمة العربية، وآية الجمعة لم
يتقدمها ذلك، جاءت ب [ لا ] الدالة على مطلق النفى من غير مبالغة.
٤١ - مسألة :
قوله تعالى : قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
وفى آل عمران : إِنَّ الهُدَى هُدَى اللَّهِ ؟.
جوابه :
أن المراد بالهدى في البقرة : تحويل القبلة، لأن الآية نزلت
فيه.
والمراد بالهدى في آل عمران : الدين لتقدم قوله تعالى
(لمن تبع دينكم، ومعناه : أن دين الله الإسلام.
٤٢ - مسألة :


الصفحة التالية
Icon