وأما الثانية : فوردت نفيا لما ادعوه من أن إبراهيم ومن ذكر
بعده كانوا هودا أو نصارى.
ومعناه : أن أولئك فازوا بما تدينوا به من دين الإسلام،
وعليكم إثم مخالفتهم، وما اقترفتم عليهم من التهود والتنصر
الذي هم براء منه.
٤٦ - مسألة :-
قوله تعالى :(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا.
وفى آل عمران : قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا.
جوابه :
لما صدر آية البقرة بقوله :(قُولُوا ) وهو خطاب المسلمين ردا على قول أهل الكتاب :(كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى) قال :(إلينا). ولما صدر آية آل عمران بقوله : قل قال :(علينا). والفرق بينهما : أن (إلى) ينتهي بها من كل جهة، و (على) لا ينتهى بها إلا من جهة واحدة وهي : العلو.
والقرآن يأتي المسلمين من كل جهة يأتي مبلغه إياهم منها،
وإنما أتى النبى ـ ﷺ ـ من جهة العلو خاصة، فحسن وناسب
قوله :(علينا لقوله : قل مع فضل تنويع الخطاب.
وكذلك أكثرها جاء في جهة النبى ـ ﷺ ـ ب (على)، وأكثر ما جاء ق جهة الأمة ب (إلى).
٤٧ - مسألة :
قوله تعالى. (وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ )
وفى آل عمران :(النَّبِيُّونَ ).
جوابه :
أن آل عمران تقدم فيها :( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ )
فأغنى عن إعادة إيتائهم ثانيا، ولم يتقدم مثل ذلك فى البقرة، فصرح فيه بإيتائهم ذلك.
٤٨ - مسألة :
قوله تعالى :(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)
كرر ذلك مرات. فما فائدته؟
جوابه :
أن الأول : إعلام بنسخ استقبال بيت المقدس له ولأمته. والثانية : لبيان المسبب وهو : اتباع الحق، لقوله تعالى :
" وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ "
والثالثة : إعلام بالعلة، وهو :( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ )
وبعموم الحكم في سائر الناس والأقطار والجهات،


الصفحة التالية