أن آية البقرة في الصبر على ما كان النبى - ﷺ - وأصحابه عليه من أذى الكفار وتسلية لهم عنه، وكذلك قال :( في الذين خلوا مستهم البأساء والضراء ) ليكون الصحابة مثلهم في الصبر وانتظار الفرج.
وآية آل عمران : وردت فى حق المجاهدين وما حصل لهم يوم أحد من القتل والجراحات والهزيمة، فوردت الآية تصبيرا لهم على ما نالهم ذلك اليوم مما ذكرناه والآية الثالثة في التوبة : وردت في الذين كانوا يجاهدون مع النبى - ﷺ - ويباطنون أقاربهم وأولياءهم من الكفار المعاندين لرسول الله - ﷺ -
ولذلك قال :( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً )
وقال بعده ( لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ ) الآية
٥٨ - مسألة :
قوله تعالى :(فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ ).
جوابه :
أن المراد بالآية الأولى ما شرعه الله تعالى من الأحكام،
ولذلك عرفه بالألف واللام وبالإلصاق.
وفيما فعلن : أي من التعرض للخطاب بالمعروف.
والمراد بالثانية : أفعالهن بأنفسهن من مباح مما يتخيرنه من
تزين للخطاب، وتزويج أو قعود وسفر أو غير ذلك مما لهن
فعله، ولذلك نكره، وجاء فيه بـ " من ".
٥٩ - مسألة :
قوله تعالى :(مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ).
وقال بعد ذلك :( حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ).
جوابه :
أن الآية الأولى : في مطلقة قبل الفرض والدخول، فالإعطاء في حقها إحسان لا في قبالة شىء لا تسمية ولا دخول.
وهو وإن أوجبه قوم فهو في الصورة مجرد إحسان، فناسب :(المحسنين.
والآية الثانية في المطلقة الرجعية، والمراد بـ (المتاع) عند المحققين النفقة، ونفقة الرجعية واجبة والمراد