وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ﴾
"مِن" زائدة، وهي تدل على معنى الجِنس ؛ ولولا "مِن" لجاز أن يتوهم أنه واحد في المعنى.
قال ابن عباس : يريد العهد المأخوذ عليهم وقت الذَّرِّ، ومن نقض العهد قيل له إنه لا عهد له، أي كأنه لم يعهد.
وقال الحسن : العهد الذي عهد إليهم مع الأنبياء أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً.
وقيل : أراد أن الكفار منقسمون ؛ فالأكثرون منهم من لا أمانة له ولا وفاء، ومنهم من له أمانة مع كفره وإن قلّوا ؛ روي عن أبي عبيدة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ وما وجدنا لأكثرهم من عهد ﴾
يعني وما وجدنا لأكثر الأمم الخالية والقرون الماضية الذين قصصنا خبرهم عليك يا محمد من وفاء بالعهد الذي عهدناه إليهم وأوصيناهم به يوم أخذ الميثاق قال ابن عباس إنما أهلك الله أهل القرى لأنهم لم يكونوا حفظوا ما وصاهم به ﴿ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ﴾ أي ما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين خارجين عن طاعتنا وأمرنا. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon