وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ﴾
قال أهل اللغة : السيئة كل ما يسوء صاحبه والحسنة كل ما يستحسنه الطبع والعقل فالسيئة والحسنة هنا الشدة والرخاء.
والمعنى أنه تعالى بدل مكان البأساء والضراء النعمة والسعة والخصب والصحة في الأبدان فأخبر الله تعالى في هذه الآية أنه يأخذ أهل المعاصي والكفر تارة بالشدة وتارة بالرخاء على سبيل الاستدراج وهو قوله ﴿ حتى عفوا ﴾ يعني أنه فعل ذلك بهم حتى كثروا وكثرت أموالهم.
يقال : عفا الشعر إذا كثر وطال.
قال مجاهد : حتى كثرت أموالهم وأولادهم ﴿ وقالوا ﴾ يعني من غرتهم وغفلتهم بعد ما صاروا إلى الرخاء والسعة ﴿ قد مس آباءنا الضراء والسراء ﴾ يعني أنهم قالوا هكذا عادة الدهر قديماً وحديثاً لنا ولآبائنا ولم يكن ما مسنا من الشدة والضراء عقوبة لنا من الله تعالى على ما نحن عليه فكونواعلى ما أنتم عليه كما كان آباؤكم من قبل فإنهم لم يتركوا دينهم مما أصابهم من الضراء والسراء قال الله تعالى :﴿ فأخذناهم بغتة ﴾ يعني أخذناهم فجأة آمن ما كانوا ليكون ذلك أعظم لحسرتهم ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ يعني بنزول العذاب بهم والمراد بذكر هذه القصة اعتبار من سمعها لينزجر عما هو عليه من الذنوب. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية