وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا ﴾
لما بين الله تعالى في هذه الآية الأولى ﴿ إن الذين عصوا وتمردوا أخذهم بعذابه ﴾ بين في هذه الآية أنهم لو آمنوا يعني بالله ورسوله وأطاعوه فيما أمرهم به واتقوا يعني ما نهى الله تعالى عنه وحرمه عليهم ﴿ لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ﴾ وبركات السماء المطر وبركات الأرض النبات والثمار وجميع ما فيها من الخيرات والأنعام والأرزاق والأمن والسلامة من الآفات وكل ذلك من فضل الله تعالى وإحسانه على عباده.
وأصل البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء وسمي المطر بركة السماء لثبوت البركة فيه وكذا ثبوت البركة في نابت الأرض لأنه نشأ عن بركات السماء وهي المطر.
وقال البغوي : أصل البركة المواظبة على الشي.
أي تابعنا عليهم بالمطر من السماء والنبات من الأض ورفعنا عنهم القحط والجدب ﴿ ولكن كذبوا ﴾ يعني فعلنا بهم ذلك ليؤمنوا فما آمنوا ولكن كذبوا يعني الرسل ﴿ فأخذناهم ﴾ يعني بأنواع العذاب ﴿ بما كانوا يكسبون ﴾ يعني أخذناهم بسبب كسبهم الأعمال الخبيثة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾