وقال السمرقندى :
﴿ قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾
يعني : احبسهما ولا تقتلهما.
وأصله في اللغة التأخير أي أخر أمرهما حتى تجتمع السحرة فيغلبوهما.
فإنك إن قتلتهما قبل أن يظهر حالهما يظن الناس أنهما صادقان.
فإذا تبين كذبهما عند الناس فاقتلهما حينئذٍ.
فذلك قوله :﴿ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ ﴾ أي : ابعث ﴿ فِى المدائن حاشرين ﴾ يعني : الشرط يحشرون الناس إليكم أي :﴿ يَأْتُوكَ بِكُلّ ساحر عَلِيمٍ ﴾ أي : حاذق بالسحر قرأ ابن كثير أرجئهو بالهمزة والواو بعد الهاء.
وقرأ الكسائي أرجهي إلا أنه بكسر الهاء ولا يتبع الياء.
وقرأ أبو عمر وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر في إحدى الروايتين أرجئه بالهمز بغير مد والضمة.
وهذه اللغات كلها مروية عن العرب.
وقرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر والكسائي بكل سَحَّار عليم على وجه المبالغة في السحر.
وقرأ الباقون بكل ساحر وهكذا في يونس واتفقوا في الشعراء. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ قَالُواْ أَرْجِه وَأَخَاهُ ﴾
فيه قولان :
أحدهما : معناه أخِّرْهُ، قاله ابن عباس والحسن.
والثاني : أحبسه، قاله قتادة والكلبي.
﴿ وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴾ قال ابن عباس : هم أصحاب الشُرَط وهو قول الجماعة أرسلهم في حشر السحرة وكانوا اثنين وسبعين رجلاً. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾