وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ وجاء السحرة ﴾ الآية،
هنا محذوفات يقتضيها ظاهر الكلام وهي أنه بعث إلى السحرة وأمرهم بالمجيء، وقال ابن عباس أنه بعث غلماناً فعلموا بالفرما وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص " إن لنا لأجرا " على جهة الخبر، وقرأوا في الشعراء ﴿ أن لنا ﴾ ممدودة مفتوحة الألف غير عاصم فإنه لا يمدها، قال أبو علي ويجوز أن تكون على جهة الاستفهام وحذف ألفها، وقد قيل ذلك في قوله ﴿ أن عبدت بني إسرائيل ﴾ [ الشعراء : ٢٢ ] ومنه قول الشاعر :[ حضرمي بن عامر ].
أفرح أن أرزأ الكرام... وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي هنا وفي الشعراء " آإن " بألف الاستفهام قبل " إن " وقرأت فرقة " أئن " دون مد، وقرأ أبوعمرو هنا وفي الشعراء " أئن "، والأجر هنا الأجرة فاقترحوها إن غلبوا فأنعم فرعون لهم بها وزادهم المنزلة والجاه، ومعناه المقربين مني، وروي أن السحرة الذين جاءوا إلى فرعون كانوا خمسة عشر ألفاً قاله ابن إسحاق، وقال ابن جريج كانوا تسعمائة، وذكر النقاش أنهم كانوا اثنين وسبعين رجلاً، وقال عكرمة : كانوا سبعين ألفاً قال محمد بن المنكدر كانوا ثمانين ألفاً، وقال السدي مائتي ألف ونيفاً.
قال القاضي أبو محمد : وهذه الأقوال ليس لها سند يوقف عنده، وقال كعب الأحبار : اثني عشر ألفاً، وقال السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألف رجل مع كل رجل حبل وعصا، وقال أبو ثمامة : كانوا سبعة عشر ألفاً. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon