وذلك قولُهُ :﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ يَجُوز أن تكون " ما " بمعنى " الذين "، فيكونُ المعنى : بَطَلَ الحبالُ والعِصيُّ الذي عملوا به السِّحر : أي : زَالَ، وذهب بِفُقْدانِهَا، وأن تكون مصدرية، أي : وبطل الذي كانوا يعملونه، أو عملهم.
وهذا المصدرُ يجوزُ أن يكون على بابه.
وأن يكون واقعاً موقع المفعول به.
بخلاف " مَا يَأفكُون " فإنَّ يتعيَّنُ أن يكُونُ واقعاً موقع المفعُول به ليصحَّ المعنى ؛ إذ اللَّقْفُ يستدعي عَيْناً يصحُّ تسلُّطُه عليها.
ومعنى الإفكِ في اللُّغةِ : قلبُ الشَّيءِ عن وجْههِ، ومنه قِيلَ للكذبِ إفْكٌ، لأنَّهُ مقلْوبٌ عن وجهه.
قال ابنُ عبَّاسٍ :" مَا يَأفِكُونَ " يُريدُ : يَكْذِبُونَ، والمعنى : أنَّ العصا تلقَفُ ما يأفِكُونَهُ، أي : يَقْلِبُونَهُ عن الحَقِّ إلى البَاطِلِ. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ٢٦٢ ـ ٢٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon