وقال السمرقندى :
﴿ قَالُواْ إِنَّا إلى رَبّنَا مُنقَلِبُونَ ﴾
أي : لا نبالي من عقوبتك وفعلك فإن مرجعنا إلى الله تعالى يوم القيامة.
قال تعالى :﴿ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا ﴾ يعني : وما تعيب علينا، وما تنكر منا إلا إيماننا بالله تعالى.
ويقال : وما نقمتك علينا ولم يكن منا ذنب ﴿ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلا لَمَّا جَاءتْنَا ﴾ يعني : لما ظهر عندنا أنه حق.
ثم سألوا الله تعالى الصبر على ما يصيبهم لكي لا يرجعوا عن دينهم فقالوا :﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ﴾ يعني : أنزل علينا صبراً عند القطع والصلب، ومعناه : ارزقنا الصبر وثبت قلوبنا حتى لا نرجع كفاراً ﴿ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ على دين موسى.
وروي عن عبيد الله بن عمير أنه قال : كانت السحرة أول النهار كفاراً فجرة، وآخر النهار شهداء بررة.
وقال بعض الحكماء : إن سحرة فرعون كانوا كفروا خمسين سنة فغفر لهم بإقرار واحد وبسجدة فكيف بالذي أقر وسجد خمسين سنة كيف لا يرجو رحمته ومغفرته؟. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ﴾
هذا تسليم من مؤمني السحرة، واتكال على الله، وثقة بما عنده.
وقرأ جمهور الناس " تنقِم " بكسر القاف، وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن أبي عبلة والحسن بن أبي الحسن " تنقَم " بفتحها وهم لغتان، قال أبو حاتم : الوحه في القراءة كسر القاف، وكل العلماء أنشد بيت ابن الرقيات : ما نقَموا من بني أمية، بفتح القاف ومعناه وما تعد علينا وتؤاخذنا به؟ وقولهم ﴿ أفرغ علينا صبراً ﴾ معناه عمنا كما يعم الماء من أفرغ عليه، وهي هنا مستعارة، وقال ابن عباس : لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل، وحكىلنقاش عن مقاتل أنه قال : مكث موسى بمصر بعد إيمان السحرة عاماً أو نحوه يريهم الآيات. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon