واعلم أن النظر قد يراد به النظر الذي يفيد العلم.
وهو على الله محال، وقد يراد به تقليب الحدقة نحو المرئي التماساً لرؤيته.
وهو أيضاً على الله محال، وقد يراد به الانتظار.
وهو أيضاً على الله محال، وقد يراد به الرؤية، ويجب حمل اللفظ ههنا عليها.
قال الزجاج : أي يرى ذلك بوقوع ذلك منكم لأن الله تعالى لا يجازيهم على ما يعلمه منهم، وإنما يجازيهم على ما يقع منهم.
فإن قيل : إذا حملتم هذا النظر على الرؤية لزم الإشكال، لأن الفاء في قوله :﴿فَيَنظُرَ﴾ للتعقيب فيلزم أن تكون رؤية الله تعالى لتلك الأعمال متأخرة عن حصول تلك الأعمال، وذلك يوجب حدوث صفة الله تعالى.
قلنا : تعلق رؤية الله تعالى بذلك الشيء نسبة حادثة والنسب والإضافات لا وجود لها في الأعيان فلم يلزم حدوث الصفة الحقيقية في ذات الله تعالى. والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٧٣ ـ ١٧٤﴾